(كن عونا لغيرك ، يكن غيرك عونا لك ، وأحبب الخير له يحبب الخير لك ، فالتعاون من الأمور التي يتبادلها الناس ، وقل من لا يريد لك السعادة ، ولا يقدم على إعانتك ، إذا عرف منك أنك تود له ذلك ، وتسرع لمعونته إن دعت الحاجة إليها ، اللهم إلا إن كان ممن فسدت أخلاقهم ، فكان ممن يتغافلون عن مقابلة المحسن بالإحسان ، فلا يمدون إليك يد المساعدة ، ولا ينظرون إليك بطرف المروءة .
وكثيرا ما يدفع اللوم بهذا الصنف من الناس ، إلا أن يجزوا الحسنة بالسيئة ، ويستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير ،ومن فعل ذلك كلن ممن صدق عليه الأثر (اتق شر من أحسنت إليه )
وأقل مراتب التعاون أن تعين غيرك حرصا على أن تعان ، متى احتجت إلى المعونة ، وأكمل تلك المراتب أن تندفع في هذا الأمر ،وأنت غير آمل منه فائدة ،ولا راجٍ منه عائدة ، بل إنك تقدم عليه لأنه فضيلة في نفسه .
إن أفراد الأمة يحتاج كل واحد منهم إلى الآخر ، فإن سلكوا سبيل التعاون ، وأحب كل فر لغيره ما يحب لنفسه ، كان من وراء ذلك سعادة الجميع ، ونهوض الأمة من عثرة التخاذل ، وتنبيهها من فراش الغفلة ، وبعثها من مرقد الخمول .
وليس التعاون قاصرا ًعلى الأمور المادية فحسب بل هو عام شامل للأمور المعنوية أيضا ،ونحن أيها النشء لم نخلق إلا لنكون متعاونين على دفع ما يصيبنا من شقاء ،متساندين في السراء والضراء .
الأسئلة :
س1- الفكرة العامة للقطعة :
- التعاون يدفع الشقاء ويمحو ما ينزل بالأمة من بلاء
س2 : لماذا لا يسيء الكريم بعد الإحسان ؟
لسمو أخلاقه ،ومروءته التي تأبى عليه ذلك .
س3: التعاون ليس قاصرا على الأمور المادية .أعط أمثلة لأمور معنوية يشملها التعاون .
التعاون على البر والتقوى / رسم البسمة والتفاؤل في وجوه المرضى واليتامى / تقديم النصيحة لمن كان في حاجة إليها / إعانة المظلوم بنصرته على الظالم وقول كلمة الحق/ إعانة الناس على أنفسهم بالإصلاح بين المتخاصمين والتأليف بين قلوبهم مثلا / التعاون للقيام بالعبادات
س4: كيف تتحقق سعادة الجميع من خلال التعاون ؟
تنتظم مصالحهم وتجتمع كلمتهم و يهابهم عدوهم .
تتعزز الروابط الأخوية بين الأفراد وفي ذلك اجتماع لشملهم وسعادتهم
استشعارهم رضا الله عنهم بسبب تضامنهم وتعاونهم على البر والتقوى
س5:ما رأيك في من لا يتبنى قيمة التعاون في حياته ؟
رأيي أنه غافل يجهل قيمة التعاون، وأثره الإيجابي في حياة الفرد والمجتمع ، قد ضلّ عن الهدى الذي دعا إليه الله بقوله :" وتعاونوا على البر والتقوى" ، في حاجة إلى من يعينه على نفسه لتربيتها على حب الآخرين وتقديم العون لهم.
س6: اذكر آية قرآنية أو حديث شريف يحث على التعاون.
قال الله تعالى :" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [المائدة: 2].
عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))؛ متفق عليه.
س7- مرادف :
التخاذل : التخلّي --- مضاد الخمول : النشاط
مفرد مراتب :مرتبة --- جمع : عائدة: عوائد-عائدات
س8- اشرح الجمال في عبارة ( فراش الغفلة )
تشبيه بليغ (شبه الغفلة بالفراش) وفي ذلك توضيح للمعنى، وتمكين له في النفس ، بنقله في صورة محسوسة ،والتماس شبه للشئ في غير شكله وجنسه.
س9 - حاك الجمع الآتي : ألم : آلام
أكمة: آكام
أَلى : آلاء
إثم: آثام
بئر: آبار
أمل: آمال
س10 : حاك النمط اللغوي التالي : لم نخلق إلا لنكون متعاونين على دفع ما يصيبنا من الشقاء
لم نجتمع في مجلسنا هذا إلا لإيجاد حلول جذريّة للقضايا الراهنة
س11- ( اتق شر من أحسنت إليه )
- نوع الأسلوب : إنشائي صيغته الأمر -- غرضه :النصح والإرشاد
- نوع ( من ) : اسم موصول.
- دلالة الضمير المتصل التاء في (أحسنت ) : تاء المخاطَب .
س12- (إنك تقدم عليه لأنه فضيلة في نفسه ) علاقة الجملة الثانية بالأولى
الجملة الثانية بيّنت علة وسبب الإقدام الوارد في الجملة الأولى
س13- فسر مرادف (دفع ) في قوله : يتعاون الناس على دفع ما يصيبهم من شقاء : أي إبعاده
س14: استخرج من الفقرة :
اسما : (غيرُك) -- علامته : علامة رفعه الضمة الظاهرة
فعلا مضارعا مرفوعا: ( يتغافلون ) --- علامة رفعه ثبوت النون.
كلمة منونة : (عونًا ) --- نوع التنوين :تنوين التمكين
اسما مجرورا : (مقابلة) --- علامة جره : الكسرة الظاهرة.